لقاء تشاوري في الزهراني تحضيرا لعام دراسي آمن واطلاق الشبكة المدرسية بهية الحريري: إذا واجهنا التحديات معا قادرون على حلها
مطر : لتحقيق شبكة امان تربوي لمواجهة الغزو الثقافي والفكري.
عقد في ثانوية الشهيد مصطفى شمران التابعة لمؤسسات “أمل” التربوية في البيسارية، وبدعوة من رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري، لقاء تشاوري تحضيرا لإنطلاقة عام دراسي آمن، تخلله اطلاق الشبكة المدرسية في قضاء الزهراني.
شارك في اللقاء النائب علي عسيران، محافظ الجنوب منصور ضو، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر ورئيس منطقة الجنوب التربوية باسم عباس، وحضره المسؤول التربوي لحركة “أمل” في الجنوب عباس مغربل ومسؤول التعليم العام في اقليم الجنوب محمد مهدي ورئيس رابطة اساتذة التعليم الاساسي الرسمي حسين جواد ومدير التعليم في الأونروا في صيدا محمود زيدان ومسؤولة التعليم لمنطقة صور في الوكالة ابتسام خلف وامين عام الشبكة المدرسية نبيل بواب ومنسق شبكة صور المدرسية الأب جان يونس وجمع من مدراء مدارس قضاء الزهراني الرسمية والخاصة والأنروا.
يونس
بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار مرفأ بيروت، كان ترحيب من مدير ثانوية الصرفند الرسمية حيدر خليفة، ثم تحدث مدير ثانوية الشهيد مصطفى شمران ابراهيم يونس فرحب بالحضور في “مؤسسة من مؤسسات أمل التربوية التي يشرف عليها دولة الرئيس نبيه بري الذي علمنا كما الامام الصدر ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، الرئيس نبيه بري الصابر والصامد والمقاوم والحامي للقانون وللوطن وللمقاومة كما كان في السابق المرحوم الشهيد رفيق الحريري والشهداء الأبطال الذين تركوا بصماتهم على صفحات هذا الوطن”.
وقال: “نأمل أن يخلص هذا اللقاء الى توصيات ترسخ في ما بين المدارس وفي ما بين الطلاب وفي ما بين المعلمين والمتعلمين ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه والاعتراف والتواصل في ما بيننا، أنه كما بالتربية نبني كذلك نرتقي ونلتقي ونتواصل في ما بيننا”.
مطر
بدوره، ثمن رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر كلمة “هذا اللقاء التربوي الرائد لا سيما وانه ينعقد في مؤسسة تحمل اسم رجل اسس للتربية على المقاومة بشتى انواعها”. وقال: “من هنا نرى في الخطوة التي قامت بها معالي النائبة بهية الحريري في انشاء الشبكة المدرسية لصيدا والجوار منذ اكثر من عقد من الزمن وتعميمها على المستوى الوطني بهدف تحقيق العدالة التربوية ومواكبة كل جديد في مجال التربية وصولا الى تعزيز حس الانتماء الوطني والقومي، خطوة نحو الوصول الى بر الأمان التربوي والاجتماعي ومن الأولويات التربوية التي يجب العمل عليها لتحصين طلابنا وتعزيز مناعتهم بوجه آلات الغزو الثقافي والفكري”.
عباس
وقال رئيس منطقة الجنوب التربوية: “عندما نقول عاما دراسيا آمنا، فإننا نعني صحة التلميذ والمعلم والمدير وجميع من لهم علاقة بالعملية التربوية وتأمين جميع مستلزمات العمل التربوي الناجح. وفي هذا السياق طالبنا برفع سقف الإنفاق وبتحويل الأموال المستحقة لصناديق الأهل وصناديق المدارس، وتأمين مدرسين عبر تعاقد جديد، وإلغاء بدعة التعاقد على حساب صندوق الأهل أو صندوق المدرسة. لقد مرت ثلاث سنوات ولم يتم تحويل المستحقات لصناديق المدارس وصناديق الأهل، يذهب وزير ويأتي آخر، ولا نرى من يجترح الحل الجذري”.
أضاف: “الجانب الأهم في هذا اللقاء هو الإستماع إلى رؤية مديري الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة، من خلال معرفة مقترحاتهم وسنحمل تصورهم بأمانة راجين أن نصل إلى الوضع الأفضل”.
ونوه بخطوة “تعميم تجربة الشبكة المدرسية التي أثبتت نجاحها ودورها الفاعل على المستوى التربوي”، وقال: “نراهن على التربية في قيامة وطن حقيقي لأنه اذا انهارت التربية انتهى لبنان”.
ضو
من جهته، قال محافظ الجنوب: “جئت أشجع هذه المبادرة لأنني اقتنعت عندما واكبتها في صيدا ماذا حققت وكم طورت العمل التربوي، ومن يجب ان نستمع اليهم اليوم هو انتم، الاساتذة والمدراء والطلاب، انتم اقرب للواقع، وتعرفون اين يعاني التلميذ والأستاذ. هنا والآن دوركم وهذه ميزة الشبكة المدرسية ان تتبادلوا بين بعضكم البعض الأفكار ولا تنتظروا شيئا يأتي معلبا. وبناء الإنسان مسؤوليتكم انتم، وانتم تتكاملون قطاعا عاما وخاصا مسؤولون عن نهضة هذا البلد وعن أجياله، يجب ان نلحق بهذا الجيل، يجب ان نحكي معه بلغته والا خسرناه وخسرنا بلدنا. نقدر دوركم”.
الحريري
أما الحريري فقالت: “يكبر قلبي عندما أكون في حضرة التربية فكيف اذا كنت في منطقة علمت فيها وافتخر بذلك. أشكر منظمي اللقاء والمؤسسة المستضيفة، والشكر الكبير لكم، فحضوركم هو النجاح الأساسي بالنسبة لنا، وهذا ما نراه في كل محطة، صحيح بدأنا في صيدا ولكن عيننا على كل لبنان، وبما ان هذه السنة لا تشبه اي سنة، فتحدياتها اكبر ولم يعد ممكنا ان يعمل كل واحد لنفسه ولا مدرسة ومؤسسة لوحدها. جئنا نقول ان هناك تحديات كبيرة وعاما دراسيا لا يشبه اي عام آخر. تحديات الكورونا جعلت التربية تتقاطع مع الصحة وتقنيات التعليم عن بعد ومع مجتمع كبير جدا، ولكن مع بعضنا كل من موقعه اذا واجهنا التحديات كلها معا قادرون ان نحلها ونصل الى عام دراسي ممكن”.
أضافت: “أنا أعتبر التعليم هو القضية الجامعة لكل اللبنانيين بغض النظر عن توجهاتهم، يجمع الكل لأنه يدخل الى كل بيت، وهذا يستحق ان تكون لدينا جميعا مساحة مشتركة لننهض بقطاع التعليم الذي هو اساس الرأسمال البشري في كل بلد وفي لبنان اكثر. صحيح ان لدينا مشاكل كثيرة لكن اذا تعاونا معا وسمعنا بعضنا البعض واخذنا برأي بعضنا البعض، طبعا نستطيع وضع خطة على المدى القصير وخطة على المدى البعيد. وكل القضايا التي تطرحونها ستوضع امام الشبكة لتكون عاملا اساسيا ميسرا لها لتسهل عليكم الأمور وتذليل العقبات. تحدياتنا كبيرة، كورونا ينتشر سواء دخلنا الى المدرسة ام لا، علينا ان نرى كيف نوازن مواجهة المخاطر وبين مصلحة طلابنا وهذا سيكون عنوان جلسة لجنة التربية يوم الثلاثاء المقبل “كورونا والعام الدراسي” مع كل من لهم علاقة باتخاذ القرار بالنسبة للعام الدراسي، لنصل الى قرار بهذا الموضوع لأن لا احد يستطيع تحمل المسؤولية لوحده. وان شاء الله مع تأسيس الشبكة المدرسية في هذه المنطقة كما أسسناها في صيدا وصور وبدأنا في الشمال، وان شاء الله سنؤسسها في كل المناطق، نأمل ان يوفقنا الله لنمرر هذه المرحلة الصعبة”.
بواب
بعد ذلك، قدم بواب عرضا عن تجربة الشبكة المدرسية في صيدا والجوار، وقال: “ماذا لو احتفظ كل واحد منا بتجربته دون مشاركة الآخرين؟ قمة الانسانية ان تشارك العالم اعظم ما لديك، وخاصة بلغة التربية والقيم والمبادىء السامية. وهل افضل من رسالة التعليم كي نتشارك ونتبادل الخبرات، فكانت الشبكة المدرسية بمبادرة رائدة من سيدة آمنت بالتربية والتعليم بأنها قضية وطن، فتولدت منها طاقات النجاح، اضاءات للغد لا سيما اننا في زمن التحديات ومواجهة الأخطار. فمعا نرتقي ونسير صوب الأفق والمدى الأوسع”.
الأب يونس
وشدد منسق الشبكة المدرسية في قضاء صور على “اهمية التشبيك والتعاون انطلاقا من النموذج الناجح لشبكة صيدا المدرسية، وكيف كانت حافزا لتأسيس الشبكة في قضاء صور”. وقال: “ما قمنا به هو انجاز كبير لطلاب منطقتنا في المدارس الرسمية والخاصة لأنهم أولادنا، من هنا نحن بحاجة لأن نتعاون مع بعضنا البعض. ولا نستطيع القول ايضا ان الدولة ليست مسؤولة عن المدارس الخاصة لأنها اصبحت كما المدارس الرسمية نجاهد لنحافظ على افراد الهيئات الادارية والتعليمية. وهذه الشبكة يجب ان تعمل بهذه الروحية، خاص ورسمي”.
مداخلات
وكانت مداخلات واسئلة ومقترحات من عدد من التربويين والمدراء الحاضرين، فبارك المسؤول التربوي لحركة “أمل” في الجنوب عباس مغربل بإطلاق الشبكة المدرسية في الزهراني “لما تعنيه ولأهميتها لأنه لا يمكن ان يذهب الجنود الى المعركة منفردين ولا بد من خطة تجمعهم ووسيلة تمكنهم من حمل اعباء هذه المعركة سويا”. وتطرق الى مواضيع “النقص في تجهيز المدارس الرسمية في ظل الاقبال عليها وضرورة تخفيف الأعباء عن الأساتذة بالنسبة للتعلم عن بعد”، واقترح “انشاء شبكة تربوية تقنية على مستوى لبنان تجمع كل المدارس “.
من جهته، هنأ رئيس رابطة اساتذة التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد بإطلاق الشبكة المدرسية في الزهراني، وتطرق الى “مشاريع قوانين التعاقد وموضوع تعديل المادة 84، وقرار تحويل المنح المدرسية الى المدارس الخاصة مباشرة، وغيرها من القضايا التربوية”.
كما كانت مداخلة لقاسم مطر بإسم مدراء التعليم الأساسي، تناول فيها معوقات التعليم عن قرب ولا سيما مشكلة تأمين الكتاب المدرسي، ومواضيع “صندوقي المدرسة والأهل والتعاقد بكل مسمياته وضرورة تحقيق العدالة بما يتعلق بدعم المدرسة الرسمية والخاصة على السواء”.
وتحدثت ابتسام خلف بإسم مدارس الأونروا في المنطقة، وداخل عدد من مدراء المدارس الحاضرين.
وفي الختام أجابت الحريري على اسئلة ومداخلات المدراء والتربويين المشاركين.
وجرى في نهاية اللقاء الاعلان عن لجنة التنسيق التأسيسية لشبكة الزهراني المدرسية والتي تضم: المنسق حيدر خليفة والأعضاء رومانا بوطانوس، محمود وهبي، قاسم مطر، محمد غزالة، خديجةشعلان، رباب قدوح ونضال عباس.